فلسطين ومهام المرحلة ...! (1-3)

فلسطين ومهام المرحلة ...! (1-3)

  • فلسطين ومهام المرحلة ...! (1-3)

افاق قبل 4 سنة

فلسطين ومهام المرحلة ...! (1-3)

د.عبد الرحيم جاموس

مهما علا دخان الحرائق هنا أو هناك في المنطقة العربية خاصة والشرق الأوسط عامة، تبقى القضية الفلسطينية هي الأساس والقضية المركزية للمنطقة، لقد عانى الفلسطينيون ما عانوا ولا زالوا يعانون من هذا الاستعمار العنصري المعادي لناموس المنطقة وسلامها وأمنها وإستقرارها وتقدمها وتنميتها ووحدتها، إنه حجر سنمار في كل ما جرى ويجري في المنطقة من نكبات وصراعات وفرقة وتقسيم وتجزئة، فهو المستفيد الوحيد من كل ذلك وحلفاؤه وصناعه .. ولن يتأتى له ذلك إلا بتصفية شاملة للقضية الفلسطينية وإذابة الشعب الفلسطيني في كيمياء المنطقة وفقده لهويته ولقراره المستقل .. لذا فإن فلسطين وشعبها في عين العاصفة التي تعصف بالمنطقة وبالأمة منذ بدء الإستعمار الصهيوني لها وستبقى كذلك حتى يتم إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في حدها الأدنى المتمثل في حق العودة وتنفيذ القرار 194 لسنة 1948م القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإزالة وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967م بما فيها القدس وإقتلاع الإستيطان وكل إفرازات هذا الإحتلال البغيض، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

لذا تتمثل المهام الضرورية والملحة لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها ومنظماتها الشعبية وسلطتها في هذه الظروف الدقيقة التي يتصاعد فيها التحدي الصهيوني الأمريكي في محاولة فرض صفقة القرن التي يتبناها الكيان الصهيوني والرئيس ترامب لتصفية القضية الفلسطينية فيما يلي:

أولاً: العمل على إفشال صفقة القرن الترامبية بكل تشكلاتها وعناصرها التي لم تعد خافية على أحد، وأن التعامل مع أي من عناصرها سواء فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والإستيطان والحدود وضم الأراضي يمثل خيانة عظمى للقضية الفلسطينية وللأمن والسلام في المنطقة وتحدياً للقانون الدولي وللشرعية الدولية، بغض النظر عن أي تبرير قد يقدم من هذه الجهة أو تلك.

ثانياً: إعتبار عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ثابت وطني غير قابل للمساومة فهو حق فردي وجماعي أصيل ورئيسي يمثل جوهر النكبة والقضية، ولذا فإن سياسات الإستهداف لهذا الحق والذي يسعى إليه كيان الإستعمار مدعوماً بمواقف الولايات المتحدة منه ومن وكالة الأنروا لابد من مجابهته وتجنيد الأشقاء والأصدقاء لحمايته وصونه، فدونه لا يمكن إنهاء الصراع والصراعات الأخرى الناجمة عنه.

ثالثاً: مواجهة قانون القومية (يهودية الدولة) الذي أقره كنيست الكيان الإستعماري الصهيوني والذي أكد على عنصرية وفاشية هذا الكيان والذي يهدف إلى إسقاط حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة في وطنه وحقه في تقرير المصير وأن هذه الحقوق محصورة فقط بمواطني كيان الإستعمار العنصري من اليهود.

رابعاً: الوحدة الوطنية الفلسطينية هدف إستراتيجي لا يجوز العبث فيه أو التواني عن إنجازه تحت أية ذرائعية قد يقدمها هذا الفصيل أو ذاك لم يعد مبرراً أن تبقى فصائل وازنة مثل حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي خارج أطر هذه الوحدة سواء ممثلة في م.ت.ف وفي سلطتها الوطنية وفي كافة المنظمات والإتحادات الشعبية، وأن الخروج على هذه الأطر لا يخدم سوى أجندة الكيان الصهيوني، ويضعف الشعب الفلسطيني وينال من صموده أمام ما يتعرض له من مؤامرات ومواجهات شرسة أمنية وعسكرية وسياسية، فالوحدة الوطنية هي السلاح الأمضى في هذه المواجهات وهي الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات والهجمات المختلفة، الوحدة الوطنية ضرورة وليست ترفا ..!

.. يتبع

التعليقات على خبر: فلسطين ومهام المرحلة ...! (1-3)

حمل التطبيق الأن